ابني لا يرغب في دخول حلقات تحفيظ القرآن

القناص - شبكة نورين


ابني لا يرغب في دخول حلقات التحفيظ !!!

إننا كمدرسين يسئونا أن نرى من الأبناء من لا يرضى بدخول حلقات التحفيظ ، بل ويبكي أشد البكاء و يستعطف أباه وأمه كي لا يدخل ويشارك فيتعجب الوالدين من هذا الأمر أشد العجب ، ولكن ( إذا عُرف السبب بطُل العجب ) ، فإليكم بعض أسباب هذا السلوك الذي يصدر من بعض أبناءنا :



1 ـ سوء تربية الابن :

فإن بعض الآباء وخاصةً المترفين منهم قد ربُّوا أبناءهم على حب الراحة والدَّعة ، ولم يسمع هذا الابن يوماً أمراً صارماً من أبويه ، ولم يجلس الأب أو الأم يوماً لتحفيظ ابنهم قليلاً من السور القصار ، ولم يُجرب هذا الأب يوماً أن يأخذ ابنه إلى المسجد معه فيتأملان محاسن هذه الحلقات ، فكيف يا ترى يقبل الابن بعد كل هذا أن يبتعد عن أبويه وعن ألعابه وملهياته لكي يتعب نفسه في حفظ القرآن ؟ إن الابن لم يسمع يوماً أبويه يقرآن شيئاً من القرآن أو يستمعان إلى أحد القراء ، بل إن مزامير الشيطان يهز أرجاء البيت صباحاً ومساءا ، وهذا مثل أولئك الذين قال عنهم سبحانه وتعالى ( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ) ، ولعلي أشير إلى خطواتٍ سريعة لعلاج وتفادي مثل هذا العائق :

ـ يجب على الوالدين أن يتقيا الله في ابنهما ، لأن من عقوق الأب لابنه أن لا يعلمه القرآن ، فإذا أرادا محبة ابنهما للقرآن فعليهما أن يكونا قدوة لابنهما من خلال الاستماع للقرآن والقراءة فيه ولو جزءاً من وقتهما من قبل الولادة وحتى يفهم الابن معنى هذه القراءة ، وكذلك أخذه إلى المسجد والتأمل في حلقات القرآن قبل التسجيل ثم الجلوس أسبوعياً مع العائلة لتدارس فضائل القرآن وربطه بنعيم الجنة ، وتلقين الابن لبعض السور مع بعض الجوائز التحفيزية كلما حفظ شيئاً من هذه السور سيساعده على قبول التسجيل في الحلقات بنفسٍ راضية بإذن الله .


2 ـ إرغام الابن في دخول الحلقات :

ففي الجانب المقابل نرى بعض الآباء لا يعرف إلا الشدة والصراخ والضرب في طلب طاعة الابن ، فترى الأب يرغم ابنه في كل شيء حتى حلقة القرآن لا يستشيره ولا يُقدِّم له بعض المقدِّمات قبل تسجيله فيها ، فترى الابن يأتي إلى الحلقة حسيراً كسيرا لا يملك من أمره شيئاً ، والأسوأ من ذلك أن نفسيته لا تساعده في الحفظ والمراجعة مما يجعله لا يتقبل الاستمرار فتراه قد خرج أو طُرد وهو لم يحفظ شيئاً ، وحلُّ المشكلة واضحٌ جداً للجميع .


3 ـ عدم الاختيار الجيد للحلقة :

فإنه ليس كل الحلقات تكون مناسبة للتسجيل فيها ، وطبيعي جداً أن ينفر الابن من الحلقة التي فيها :

ـ مدرس ضعيف الشخصية غير صارم ولا منظم للحلقة بشكلٍ جيد ، ولا يفهم في التعامل مع الطلبة شيئاً ، شعاره الضرب عند التقصير والاستهزاء عند الخطأ ، ويكثر في كلامه المزح .

ـ طلابٌ ليسوا بجديرين لدخول الحلقات لسوء سلوكياتهم وأخلاقهم وتعاملهم مع بعضهم البعض .

ـ انعدامٌ شبه تام في الأنشطة الترفيهية والترويحية بين أسبوعٍ وأسبوع .

ـ انعدامٌ في إثابة الطالب عند الإنجاز ولو بشكرٍ باللسان ، ووجود عكسه من ضربٍ واحتقارٍ وتوبيخٍ دائمٍ عند كل خطأ .

فكل هذه الأسباب كفيلة بنفرة الطالب من هذه الحلقة التي فيها مثل هذه المشكلات ، وإن وُجدت حلقة بعيدة تمتاز بشيءٍ من الصفات الجيدة فالصبر على الوصول إليها أفضل من تضييع العمر فيما لا فائدة فيها .


4 ـ عدم موافقة الابن في التسجيل إلا في الحلقة التي له فيها أصدقاء أو أخٌ له

ويحتاج الأب هنا بعضاً من الهدوء والحكمة في إقناع الابن .


5 ـ الابن الذي يأتي بعد عددٍ من أخواته لا يحب مفارقة البيت ، والجلوس مع أولادٍ مثله

لوجود شيءٍ من السلوك الأنثوي فيه ، ودور الأب أن يخرج بابنه دائماً إلى مجالس الكبار وإدخاله لفترة بسيطة في أحد النوادي الجيدة حتى يتعود على بعض الصفات الرجولية في الكلام والخلطة الاجتماعية ، وهناك طرقٌ أخرى يعرفها من جرَّبها .


6 ـ المرور بموقفٍ سيء :
فقد يكون الابن قد مرَّ بموقفٍ سيءٍ مع مدرسٍ أو طالب في ما مضى مما أثَّر فيه ، فتجده لا يحب تكرا ر هذه التجربة القاسية ، ودور الوالدين أن يتفاهما معه بكل هدوءٍ وصراحة ومعرفة المشكلة والسبب حتى يستطيعا تفادي هذا العائق .


7 ـ الضغط الشديد من قِبل الوالدين أو أحدهما في المذاكرة المدرسية
وعدم ترك الابن يتمتع بشيء من الحرية في اللعب يسبب له صدمة عند تسجيله في الحلقة حيث أنه يزيد من العبء في حياته ، فإنه سيفكر ألف مرة أنه بدخوله إلى الحلقة فإن حياته اليومي سيصبح بلا لعب ولا ترفيه ولا ترويح عن النفس ، بل نصب وجهد شديد مع صغر سنه ، والملامُ هنا هي وزارة المعارف على هذا الوقت الطويل الذي يقضيه الأبناء في مدارسهم ، ثم الوالدين اللذان لم يكفهما هذا فيزيدان عليه بمذاكرة طويلة في المنزل بلا ترويح ولا ترفيه ، فالرحمة الرحمة .


هذه بعض الأسباب التي استطعت الوصول إليها ، ولا أدعي الكمال فهناك المزيد من الأسباب منها الخاص ومنها العام ، وإن وجد أحد من الإخوة شيئاً منها فلا يبخل على إخوانه بالفائدة ،
ولكم مني كل محبة وتقدير ،،،،،
 
 
أكثر من مائة ملف تخدم حلقات التحفيظ
المفكرة الدعوية